سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
ما حكم التلفظ بالنية جهرا في الصلاة؟
فأجاب رحمه الله: التلفظ بالنية بدعة ،
والجهر بذلك أشد في الإثم ، وإنما السنةالنية بالقلب؛
لأن الله سبحانه يعلم السر وأخفى ، وهو القائل عز وجل
(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الارْضِ )
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد
من أصحابه رضوان الله تعالى عنهم أجمعين ،
ولا عن الأئمة المتبوعين التلفظ بالنية ، فعلم بذلك أنه
غير مشروع، بل هي من البدع المحدثة
وسئل رحمه الله أيضا: إذا تلفظت في داخل المسجد
وقلت : اللهم إني نويت الوضوء لصلاة العصر مثلا ،
أو نويت الصلاة بهذه الطريقة هل هذا يعتبر بدعة؟
فأجاب رحمه الله : ليس التلفظ بالنية مشروع لا في الصلاة
ولا في الوضوء ولا في أي عبادة من العبادات بمشروع .
لأن النية محلها القلب ، فيأتي المرء إلى الصلاة بنية الصلاة
ويكفي ، ويقوم للوضوء بنية الوضوء ويكفي ، وليس هناك
حاجة إلى أن يقول : نويت أن أتوضأ ، أو نويت أن أصلي ،
أو نويت أن أصوم ،أو ما أشبه ذلك ،إنما النية محلها القلب،
لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما
لكل امرئ ما نوى) صحيح البخاري
ولم يكن عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه يتلفظون بنية الصلاة
ولا بنيةالوضوء ، فعلينا أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم
وبأصحابه رضوان الله تعالى عنهم من بعده في ذلك ،
وألا نُحدث في ديننا ما لا يأذن به الله تبارك وتعالى ولا
رسوله صلوات الله وسلامه عليه لقوله عليه الصلاة والسلام
) من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) في الصحيحين
يعني : فعمله المبتدع انما هو مردود على صاحبه
فبهذا يعلم أن التلفظ بالنية بدعة
والله ولي التوفيق